رأس «١» ابن الحائك- يعنى ابن الأشعث وتشرب معه فى الحمام «٢» .
فقال: أصلح الله الأمير، كانت فتنة شملت البرّ والفاجر، فدخلنا فيها، وقد أمكنك الله منّا، فإن عفوت فبفضلك وحلمك، وإن عاقبت عاقبت ظلمة مذنبين.
فقال الحجاج: إنها شملت الفجّار، وعوفى منها الأبرار، أمّا اعترافك فعسى أن ينفعك، فرجا «٣» الناس السلامة. ثم أمر به فقتل.
ثم دعا بالهلقام بن نعيم، فقال له: احسب «٤» أن ابن الأشعث طلب ما طلب، ما الذى أمّلت أنت معه! قال: أمّلت أن يملك فيولّينى العراق كما ولّاك عبد الملك إياه، فأمر به فقتل. ودعا عبد الله بن عامر.
فلما أتاه قال له: يا حجاج، لا رأت عينك الجنة إن أفلت «٥» ابن المهلب بما صنع، قال: وما صنع؟ قال:
لأنه كاس «٦» فى إطلاق أسرته ... وقاد نحوك فى أغلالها مضر
وقى بقومك ورد الموت أسرته ... وكان قومك أدنى عنده خطر