وعمود النسب من كنانة بن خزيمة في ابنه النّضر بن كنانة، واسمه قيس، وأمّه برّة بنت مرّ الأدّية، والنضر: الذهب؛ وكان له: يخلد [١] بن النضر، منه: بدر بن الحارث بن يخلد الذى سمّيت به بدر بدرا. قال: وليس له ولد باق والعقب من النضر بن كنانة في ابنه عمود النسب وهو:
مالك بن النضر وأمه عكرشة بنت عدوان القيسيّة؛ ولا عقب لمالك إلا من عمود النسب وهو ابنه:
فهر بن مالك وهو قريش، وأمّه جندلة بنت عامر الجرهميّة، وكلّ من لم يلده فهر فليس بقرشىّ. وقد قيل في تسميته بقريش أقوال: منها أنه اسم دابّة في البحر، وأنه اسم للقبيلة، وأحسن ما قيل فيه: إن التقريش: التفتيش، فكان يقرش عن خلّة كلّ ذى خلّة فيسدّها بفضله: فمن كان محتاجا أغناه، ومن كان عاريا كساه، ومن كان طريدا آواه، ومن كان خائفا حماه، ومن كان ضالا هداه. قال الحارث بن حلّزة اليشكرىّ عفا الله تعالى عنه:
أيها الناطق المقرّش عنا ... عند عمرو، وهل لذاك بقاء؟
وقيل: التقرّش: التجمّع، وسمّيت قريش لتجمّعها، فإنها لما تجمّعت بمكة وجمعت خصائل الخير سمّيت قريشا؛ وتسمّى أيضا الحمس من الحماسة؛ وذلك أنها تحمّست فى دينها فقالت: لا نطوف بالبيت عراة، ولا تسلأ نساؤنا سمنا، ولا تغزل وبرا، ولا نخرج إلى عرفات، ولا نزايل حرمنا، ولا نعظّم غيره، ولا نطوف بين الصفا والمروة.