يريد أن يمضى إلى العراق فيشكو غدر الجنيد، فلم يزل الجنيد يؤنسه حتى وضع يده فى يده فقتله.
وغزا الجنيد الكيرج؛ وكانوا قد نقضوا، فظفر ودخل المدينة فغنم وسبى، ووجّه العمال إلى المرمد. «١» والمندل ودهنج «٢» ، ووجّه جيشا إلى أزين «٣» فأغاروا عليها، وحرقوا ربضها، وفتح الجنيد البيلمان، وحصل «٤» عنده سوى ما حمله «٥» أربعون ألف ألف، وحمل مثلها.
وفى أيامه خرج المسلمون عن بلاد الهند. ثم ولى الحكم بن عوام «٦» الكلبى، وقد كفر أهل الهند إلّا أهل قصّة «٧» ، فبنى مدينة سماها المحفوظة، وجعلها مأوى للمسلمين، وكان معه عمرو بن محمد بن القاسم فأغزاه من المحفوظة، فقدم عليه وقد ظهر أمره، فبنى مدينة وسمّاها المنصورة، واسترجع «٨» ما كان غلب عليه العدوّ، ثم قتل الحكم، فكان العمال يقاتلون العدوّ، ويفتتحون ما تيسر لهم لضعف الدولة الأموية، ثم جاءت الدولة العباسية فكان من أمر السند ما نذكره إن شاء الله تعالى، وإنما ذكرنا أخبار السند ههنا لتكون متّسقة، فلنرجع إلى تتمّة الغزوات فى أيام الوليد بن عبد الملك: