للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقيود فى رجليه والغلّ فى يديه، فسكنت «١» وقلت: وددت أنى مكانك وأنت سليم. فقال: يا زهرىّ، أو تظنّ هذا مما ترى علىّ وفى عنقى. أما إنى لو شئت ما كان. ثم أخرج يديه من الغلّ ورجليه من القيد.

ثم قال: يا زهرىّ، جزت معهم على هذا منزلتين من المدينة.

فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكّلون به يطلبونه بالمدينة، فما وجدوه، فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لى بعضهم: إنا نراه متبوعا، إنه لنازل- ونحن حوله لا ننام نرصده- إذ أصبحنا، فما وجدنا إلا حديده.

قال الزهرى: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك فسألنى عن علىّ ابن الحسين، فأخبرته، فقال لى: إنه قد جاءنى فى يوم فقده الأعوان، فدخل علىّ، فقال: أنا وأنت! فقلت: أقم عندى.

فقال: لا أحبّ، فخرج، فو الله لقد امتلأ ثوبى منه خيفة.

فقال الزهرى: فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس علىّ بن الحسين حيث تظنّ، إنه لمشغول بنفسه. فقال: نعم.

وقيل: وقع حريق بالمدينة فى بيت فيه علىّ بن الحسين، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله، النار! فما رفع رأسه حتى أطفئت، فقيل له: ما الذى ألهاك عنها؟ قال: ألهانى عنها النار الأخرى..

وقيل: كان إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه، ولا يخطر بيده.

وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة، فقيل له: مالك؟ فقال:

ما تدرون بين يدى من أقوم ومن أناجى.