للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتيبة: أحمل عليهم. فقال حيّان: لم يأت بعد. وقال حيّان لابنه:

إذا رأيتنى قد حوّلت قلنسوتى وملت نحو عسكر وكيع فمل بمن معك من العجم إلىّ. فلما حوّل حيان قلنسوته مالت الأعاجم إلى عسكر وكيع فكبّروا وهاجوا، فقتل عبد الرحمن أخو قتيبة، وجاء الناس حتى بلغوا فسطاط قتيبة، فقطعوا أطنابه، وجرح قتيبة جراحات كثيرة، فقال جهم بن «١» زحر بن قيس لسعد: انزل فحزّ رأسه، فنزل وشقّ الفسطاط، واحتزّ رأسه؛ وقتل معه من أهله وإخوته:

عبد الرحمن، وعبد الله، وصالح، وحضين، وعبد الكريم: بنو مسلم «٢» .

وقتل كثير ابنه، وكان عدّة من قتل مع قتيبة من أهله أحد عشر رجلا، فأرسل وكيع إلى سليمان برأسه ورءوس أهله.

ولما قتل قال رجل من خراسان: يا معشر العرب، قتلتم قتيبة، والله لو كان منّا فمات لجعلناه فى تابوت، فكنا نستفتح به إذا غزونا.

وقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلى يرثى قتيبة «٣» :

كأن أبا حفص قتيبة لم يسر ... بجيش إلى جيش ولم يعل منبرا

ولم تخفق الرايات والجيش حوله ... وقوف ولم تشهد له الناس عسكرا

دعته المنايا فاستجاب لربّه ... وراح إلى الجنّات عفّا «٤» مطهّرا

فما رزى الإسلام بعد محمّد ... بمثل أبى حفص فبكّيه «٥» عبهرا

وعبهر: أمّ ولد له.