للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان خالد يخطب فيقول: زعمتم أنى أغلى أسعاركم فعلى من يغليها لعنة الله.

وكان هشام كتب إليه لا تبيعنّ من الغلّات شيئا حتى تباع غلّات أمير المؤمنين.

وكان يقول لابنه: كيف أنت إذا احتاج إليك ابن أمير المؤمنين؟

فبلغ ذلك كلّه هشاما، فتنكّر له، وبلغه أنه يستقلّ ولاية العراق، فكتب إليه هشام: يابن أمّ خالد، بلغنى أنك تقول: ما ولاية العراق لى بشرف. يابن «١» اللخناء، كيف لا تكون ولاية العراق لك شرفا، وأنت من بجيلة القليلة الذليلة! أما والله إنى لأظنّ أنّ أوّل من يأتيك صغير «٢» من قريش يشدّ يديك إلى عنقك.

ولم يزل يبلغه عنه ما يكره، فعزم على عزله وكتم ذلك، وكتب إلى يوسف بن عمر- وهو باليمن يأمره أن يقدم فى ثلاثين من أصحابه إلى العراق، فقد ولّاه ذلك.

فسار يوسف إلى الكوفة فعرّس «٣» قريبا منها، وقد ختن طارق خليفة خالد بالكوفة ولده، فأهدى إليه ألف وصيف ووصيفة سوى الأموال والثياب، فمرّ بيوسف بعض أهل العراق فسألوه ما أنتم؟

وأين تريدون؟ قالوا: بعض المواضع؛ فأتوا طارقا فأخبروه خبرهم، وأمروه بقتلهم، وقالوا: إنهم خوارج.

وسار يوسف إلى دور ثقيف. فقيل لهم: ما أنتم؟ فكتموا