للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعنى خالدا وعمّاله- فيعذّبهم، فأخذه ليلا، وسار من يومه، واستخلف على اليمن ابنه الصّلت، فقدم الكوفة فى جمادى الآخرة سنة [١٢٠ هـ] عشرين ومائة، فنزل النّجف، وأرسل مولاه كيسان، وقال: انطلق فأتنى بطارق، فإن قبل فاحمله على إكاف «١» ، وإن لم يقبل فأت به سحبا، فأتى كيسان الحيرة فأخذ معه عبد المسيح سيّد أهلها إلى طارق، فقال له: إنّ يوسف قد قدم على العراق وهو يستدعيك. فقال له طارق: إن أراد الأمير المال أعطيته ما شاء.

وأقبلوا به إلى يوسف بالحيرة، فضربه ضربا مبرّحا يقال خمسمائة سوط. ودخل الكوفة، وأرسل إلى خالد بالحمّة. فأخذه وحبسه وصالحه عنه أبان بن الوليد على سبعة آلاف ألف، فقيل ليوسف:

لو لم تفعل لأخذت منه مائة ألف ألف، فندم، وقال: قد رهنت لسانى معه، ولا أرجع.

وأخبر أصحاب خالد خالدا، فقال: قد أخطأتم ولا آمن أن يأخذها ثم يعود. ارجعوا، فرجعوا، فأخبروه أن خالدا لم يرض. فقال:

قد رجعتم؟ قالوا: نعم. قال: والله لا أرضى بمثلها ولا مثليها، فأخذ أكثر من ذلك.

وقيل: أخذ مائة ألف ألف، وحبس خالد بن عبد الله بالحيرة ثمانية عشر شهرا مع أخيه إسماعيل وابنه يزيد بن خالد وابن أخيه المنذر بن أسد.