كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب

سنة (١٢٥ هـ) خمس وعشرين ومائة: - ذكر وفاة هشام بن عبد الملك ونبذة من أخباره - ج: 21 - ص: 461

قيل: وكتب له بعض عمّاله: قد بعثت إلى أمير المؤمنين بسلة دراقن «١» . فكتب إليه: قد وصل وأعجب أمير المؤمنين فزد منه واستوثق من الوعاء.

وكتب إليه عامل: قد بعثت بكمأة. فأجابه: قد وصلت الكمأة وهى أربعون، وقد تغيّر بعضها من حشوها، فإذا بعثت شيئا فأجد الحشو فى الظّرف [التى تجعلها فيه] «٢» بالرّمل حتى لا يضطرب ولا يصيب بعضه بعضا.

وقيل [له] «٣» : أتطمع فى الخلافة وأنت بخيل جبان؟ قال:

ولم لا أطمع، وأنا عفيف حليم؟

قالوا: وخلّف من العين أربعة وأربعين ألف ألف دينار، وما لا يحصى من الورق.

ولما مات طلبوا له قمقما من بعض الخزّان يسخّن له الماء فيه، فمنعه عياض كاتب الوليد، فاستعاروا له قمقما من بعض الخزان يسخن له فيه.

وفى أيامه بنى سعيد أخوه قبّة بيت المقدس.

أولاده: كان له عشرة أولاد من الذكور والإناث، منهم: معاوية، وسليمان.

نقش خاتمه: الحكم للحكم الحكيم.