بقية بالعراق، واستولى ابن هبيرة على العراق، وسار إلى واسط، وأخذ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وحبسه، ووجّه نباتة بن حنظلة إلى سليمان بن حبيب وهو على كور الأهواز، فأرسل سليمان إلى نباتة داود بن حاتم، فالتقوا على شاطىء دجيل؛ فانهزم الناس، وقتل داود بن حاتم.
وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما استولى على العراق يأمره بإرسال عامر بن ضبارة المرّى إليه، فسيّره فى سبعة آلاف أو ثمانية، فبلغ شيبان خبره، فأرسل الجون بن كلاب الخارجى فى جمع، فالتقوا فهزم عامر؛ فأمدّه مروان بالجنود، فقاتل الخوارج فهزمهم؛ وقتل الجون، وسار إلى الموصل، فلما بلغ [شيبان قتل]«١» الجون ومسير عامر نحوه كره أن يقيم بين العسكرين. فارتحل بمن معه، وقدم عامر على مروان بالموصل فسيّره فى جمع كثير فى أثر شيبان، وأمره ألّا يبدأه بقتال، فإن قاتله شيبان قاتله، وإن أمسك عنه أمسك. فكان كذلك، حتى مرّ على الجبل، وخرج على بيضاء فارس «٢» ، وبها عبد الله بن معاوية بن جعفر.
وسار إلى نحو كرمان، فأدركه عامر، فالتقوا واقتتلوا، وانهزم شيبان إلى سجستان فهلك بها، وذلك فى سنة [١٣٠ هـ] ثلاثين ومائة.
وقيل: بل كان قتال شيبان ومروان على الموصل نحو شهر.
ثم انهزم شيبان حتى لحق بفارس، وعامر يتبعه، وسار إلى جزيرة