إذا ما لم تكن إبل فمعزى ... كأنّ قرون جلّتها العصىّ
فتملا بيتنا أقطا وسمنا ... وحسبك من غنى شبع ورىّ
قال أبو عبيدة: يحتمل معنيين أحدهما أعط كل ما كان لك وراء شبعك وريّك، والآخر القناعة باليسير.
وقولهم:«حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق» أى اكتف بالقليل عن الكثير.
وقولهم:«حسبك من شرّ سماعه» أى اكتف بسماعه ولا تعاينه، قال:
ويجوز أن يريد يكفيك سماع الشرّ وإن لم تقدم عليه ولم تنسب إليه، والمثل قالته فاطمة بنت الخرشب من بنى أنمار بن بغيض أمّ الربيع بن زياد، وذلك أن ابنها الربيع كان أخذ من قيس بن زهير بن جذيمة درعا، فتعرّض قيس لأمّ الربيع وهى على راحلتها فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع، فقالت له: أين عزب عنك عقلك يا قيس؟ أترى بنى زياد مصالحيك! وقد ذهبت بأمّهم يمينا وشمالا وقال الناس ما قالوا وشاءوا، وإن حسبك من شرّ سماعه، فذهبت كلمتها مثلا تقول: كفى بالمقالة عارا وإن كان باطلا.
وقولهم:«حلّقت به عنقاء مغرب» : يضرب لما يئس منه؛ قال الشاعر
إذا ما ابن عبد الله خلّى مكانه ... فقد حلّقت بالجود عنقاء مغرب
قال الميدانىّ: والعنقاء طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم يقال: كان بأرض الرّس جبل يقال له: دمخ مصعّد في السماء، وكان يأتيه طائر عظيم لها عنق