على أصحابه وقواده فحبسهم، وأمر بمحو اسمه من الأعلام والتّراس «١» . وسير الحسن بن على إلى كورة «٢» واسط فى جيش، وأرسل بدر يعرض عليه أىّ النواحى شاء، فأبى ذلك وقال: لا بدّ من المصير إلى باب مولاى! فوجد القاسم مساغا للقول «٣» ، وخوّف المكتفى غائلته.
وبلغ بدرا ما فعل بأصحابه فأرسل من يأتيه بولده هلال سرّا، فعلم الوزير بذلك فاحتاط عليه، ودعا قاضى الجانب الشرقىّ وأمره بالمسير إلى بدر وأن يطيّب قلبه عن المكتفى ويعطيه الأمان على نفسه وولده وماله، فقال القاضى أبو حازم: أحتاج إلى سماع ذلك من أمير المؤمنين! فصرفه ودعا أبا عمر القاضى، وأمره بمثل ذلك فأجابه، وسار بكتاب الأمان. فسار بدر عن واسط إلى إلى بغداد فأرسل إليه الوزير من قتله، فلما أيقن بالقتل سأله المهلة إلى أن يصلّى ركعتين، فأمهل حتى صلاهما. وضربت عنقه يوم الجمعة لستّ خلون من رمضان، وأخذ رأسه وتركت جثته هنالك، فوجّه عياله من أخذها سرا وجعلوها فى تابوت، فلما كان وقت الحجّ حملوها إلى مكة فدفنوها بها- وكان أوصى بذلك- وأعتق كلّ مملوك له. ورجع أبو عمر إلى داره كئيبا لما كان منه، وقال الناس فيه الشعر، فمن ذلك قول بعضهم: