للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التدبير. فأنفذ القاهر إلى الساجية فأحضرهم متفرقين وكمنهم فى الدهاليز والمرات والرّواقات، وحضر على بن يلبق بعد العصر وفى رأسه نبيذ ومعه عدد يسير من أصحابه فى طيار له. وأمر جماعة من أصحابه بالركوب إلى الأبواب وصعد من الطيار وطلب إذن القاهر فلم يأذن له فغضب وأساء أدبه وقال: لا بدّ من لقائه شاء أو أبى! فأمر القاهر الساجية بردّه، فخرجوا إليه وشتموه وشتموا أباه، وشهروا سلاحهم وتقدموا إليه، ففرّ أصحابه عنه وألقى نفسه فى الطيّار وعبر إلى الجانب الغربى واختفى من ساعته.

وبلغ ابن مقلة الخبر فاستتر، واستتر الحسن بن هارون، فلما سمع طريف الخبر ركب فى أصحابه بالسلاح، وحضر إلى دار الخليفة ووقف عند القاهر بالله. فعظم الأمر حينئذ على ابن يلبق وجماعتهم وأنكر يلبق ما جرى على ابنه، وسبّ الساجية وركب إلى دار الخليفة فى جميع القوّاد الذين بدار مؤنس، فلم يصل إلى القاهر وقبض عليه وعلى أحمد بن زيرك صاحب الشرطة وحبسهما وحصل الجيش/ كلّهم فى الدّار فأنفذ القاهر إليهم وطيّب قلوبهم ووعدهم الزيارة، وأنه يوقف هؤلاء على ذنوبهم ثم يطلقهم ويحسن إليهم فعادوا وراسل القاهر مؤنسا فى الحضور عنده ليعرض عليه ما وقع عليهم ليفعل ما يراه وقال:: إنه عندى بمنزلة الوالد، وما أحبّ أن أعمل إلا عن رأيه! فاعتذر مؤنس عن الحركة، ونهاه أصحابه عن الحضور إليه فلما كان من الغد أحضر القاهر طريفا السبكرى وناوله خاتمه