بالله، وبايعه القوّاد والناس، وأقيم القاهر بين يديه وسلّم عليه بالإمارة..
قال «١» : ولما ولى أمر بإحضار علىّ بن عيسى وزير المقتدر بالله وأخيه عبد الرحمن وصدر/ «٢» عن رأيهما فيما يفعله. وأراه علىّ بن عيسى على الوزارة فامتنع، لكبره وضعفه، وأشار بابن مقلة ثم قال سيما للراضى بالله: إن الوقت لا يحتمل أخلاق علىّ وابن مقلة أليق، فكتب له أمانا فحضر واستوزره.
فلما وزر أحسن إلى كلّ من أساء إليه وقال عاهدت الله عند استتارى بذلك! وأرسل إلى الخصيبى وعيسى الطبيب بالأمان فظهرا، فأحسن ابن مقلة إليهما، فاستعمل الخصيبى واستعمل [أبا]«٣» الفضل بن جعفر بن الفرات نائبا عنه على سائر الأعمال بالموصل والجزيرة وديار بكر وطريق الفرات والثغور الجزيرية والشامية، وأجناد الشام ومصر. واستعمل الراضى بالله على الشرطة بدرا الخرشنى واستعمل محمد بن ياقوت على الحجبة ورئاسة الجيش، وأدخل يده فى أمر الدواوين، وتقدم إليهم بأن لا يقبلوا توقيعا بولاية وعزل وإطلاق إلا إذا خطّه عليه، وأمرهم بحضور مجلسه فصبر ابن مقلة على ذلك وألزم نفسه بالمصير إلى دار إبن ياقوت فى بعض الأوقات كالمتعطل.