البصرة ليأخذها من البريديين، فلم يمكنه لقلة المال عنده. فكتب إلى أخيه ناصر الدولة مرة بعد أخرى فأنفذ إليه مالا مع أبى عبد الله الكوفى ليفرّقه فى الأتراك فأسمعه توزون وجخجخ المكروه وثارا به فغيّبه سيف الدولة عنهما، وسيّره إلى بغداد. وأمر توزون أن يسير إلى الجامدة «١» ويأخذها وينفرد بحاصلها، وأمر جخجخ أن يسير إلى المذار «٢» ويأخذ حاصلها.
وكان سيف الدولة يزهّد الأتراك فى العراق ويحسّن لهم قصد الشّام معه والاستيلاء عليه وعلى مصر ويقع فى أخيه عندهم، فكانوا يصدقونه فى أخيه ولا يجيبونه إلى الشام ويتجنّون عليه، ثم ثاروا به فى سلخ شعبان وكبسوه ليلا، فهرب من معسكره إلى بغداد ونهب سواده وقتل جماعة من أصحابه.
وأما ناصر الدولة فإنه لما وصل إليه الكوفىّ وأخبره الخبر برز للمسير إلى الموصل، فركب المتقى إليه وسأله التوقّف عن المسير، فأظهر له الإجابة إلى أن عاد ثم سار إلى الموصل، ونهبت داره، ودبّر الأمر أبو إسحاق القراريطى من غير تسمية بوزارة، وكانت إمارة ناصر الدولة ببغداد ثلاثة عشر شهرا وخمسة أيام، ووصل سيف الدولة إلى بغداد!