قال «١» : ولما استقرّ الخليفة القائم بأمر الله أنفذ السلطان جيشا عليهم خمار تكين الطّغرائى فى ألفى فارس نحو الكوفة، وسار فى أثرهم فلم يشعر دبيس والبساسيرى إلا والسّريّة قد وصلت إليهم فى ثامن ذى الحجة من طريق الكوفة، فجعل أصحاب دبيس ابن مزيد يرتحلون بأهليهم فيتبعهم الأتراك فيتقدم دبيس ليردّ العرب إلى القتال فلا يرجعون! فمضى، ووقف البساسيرىّ وقاتل فسقط عن فرسه ووقع فى وجهه ضربة، ودلّ عليه بعض الجرحى فأخذه كمشتكين، وأتى عميد الملك الكندرى «٢» وزير السلطان وقتله، وحمل رأسه إلى السلطان فأمر بحمله إلى دار الخليفة، فطيف به على قناة فى نصف ذى الحجة، ومضى، ومضى نور الدولة دبيس إلى البطيحة.
وفى سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة رتّب الخليفة أبا تراب الأثيرىّ فى الأنهار وحضور المواكب ولقّبه حاجب الحجّاب، واستوزر أبا الفتح منصور بن أحمد بن دارست، بعد أن شرط على نفسه أن يخدم بغير إقطاع/ ويحمل مالا.
وفى سنة أربع وخمسين وأربعمائة عقد السلطان طغرلبك على ابنة الخليفة القائم بأمر الله وحمل مائة ألف دينار، ولم يقع مثل هذا فيما تقدّم، وامتنع الخليفة من ذلك ثم أجاب إليه.