وفيها/ فى شهر ربيع الأول ظهر ببغداد والعراق وخوزستان وكثير من البلاد أن جماعة من الأكراد خرجوا يتصيدون فرأوا فى البرية خيما سودا، وسمعوا فيها لطما شديدا وسمعوا فيها قائلا يقول: قد مات سيدوك ملكّ الجن وأى بلد لم يلطم أهله عليه ويعملون له المأتم قلع أصله وأهلك أهله! فخرج كثير من النساء فى البلاد إلى المقابر يلطمن وينحن وينشرن شعورهن، وخرج رجال من سفلة الناس يفعلون ذلك.
قال ابن الاثير «١» : وقد جرى فى أيامنا نحن فى الموصل وما والاها إلى العراق وغيره أنّ الناس فى سنة ستمائة أصابهم وجع كثير فى حلوقهم ومات منه كثير من الناس فظهر أن امرأة من الجن يقال لها أم عنقود مات ابنها عنقود وأنّ كلّ من لا يعمل له مأتما أصابه هذا المرض! فكثر فعل ذلك، وكانوا يقولون:
يا أمّ عنقود اعذرينا ... قد مات عنقود وما درينا
وكان النساء يلطمن وكذلك الأوباش! وفى سنة سبع وخمسين وأربعمائة ابتدئ بعمارة المدرسة النظامية ببغداد، وكملت عمارتها فى ذى القعدة سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
وفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة فى العشر الأوسط من جمادى ظهر كوكب كبير له ذؤابة/ طويلة ممتدة إلى وسط السماء عرضها نحو ثلاثة أذرع فى رأى العين وهو بناحية المشرق، وبقى إلى السابع والعشرين من الشهر وغاب.