الرومى، وكان أكثر الأحمال الذهب والفضة، وثلاث عماريات، وعلى أربعة وسبعين بغلا مجللّة بأنواع الديباج الملكى وأجراسها وقلائدها من الذهب، وعلى ستة منها اثنا عشر صندوقا من فضة فيها من الجواهر والحلى ما لا تقدّر قيمته، وأمام البغال ثلاث وثلاثون فرسا من الخيول السّوابق عليها مراكب الذهب. وسار أمام الجهاز سعد الدولة والأمير برسق وغيرهما، وكانت ليلة مشهورة، فلما كان من العد أحضر الخليفة أمراء السلطان لسماط أمر بعمله حكى أنه عمل فيه أربعون ألف منّ من السكر. وخلع الخليفة على جميع أمراء السلطان ومن له ذكر فى العسكر، وأرسل الخلع إلى جميع الخواتين. وولدت فى هذه السنة من الخليفة ولدا وهو أبو الفضل جعفر.
/ وفى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة فى شهر ربيع الآخر أمر الخليفة بإخراج الأتراك الذين مع الخاتون زوجته من حريم دار الخلافة، وكان سبب ذلك أن تركيّا منهم اشترى فاكهة من طواف فتكالما فشتمه الطواف فضربه التركى فشجّه، فاجتمعت العامّة وشنّعوا واستغاثوا، فأمر الخليفة بإخراج الأتراك فأجرخوا على أقبح صورة.
وفى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة أرسل السلطان ملكشاه إلى الخليفة يطلب ابنته طلبا لا بدّ منه، وسبب ذلك أنها كانت قد أرسلت إليه تشكو من اطراح الخليفة لها وإعراضه عنها فأذن لها فى المسير، فسارت فى شهر ربيع الأول ومعها ابنها من الخليفة فوصلت إلى أصفهان فأقامت إلى ذى القعدة وتوفيت.