قبول النكاح وزير الخليفة على بن طراد، ووكيل السلطان فى العقد وزيره الكمال الدّركزينى.
وفيها فى الرابع والعشرين من آيار ظهر بالشام سحاب أسود وأظلمت له الدنيا، وصار الجوّ كالليل المظلم، ثم طلع بعد ذلك سحاب أحمر كأنه نار أضاءت له الدنيا، وهبّ ريح عاصف ألقت كثيرا من الشّجر، وكان أشد ذلك بحوران ودمشق وجاء بعد ذلك مطر كثير وبرد كبار.
وفى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وصل ملك الروم صاحب القسطنطينية إلى الشام وملك بزاغة «١» بالأمان لخمس بقين من شهر رجب ثم غدر بأهلها فقتل منهم وسبى على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبار الدولة الأتابكية فى أيام زنكى.
وفيها انقطعت كسوة الكعبة للاختلاف الواقع بين الملوك السّلجقية فقام بكسوتها رامشت الفارسى التاجر، وكان من التجار المسافرين إلى الهند- وهو كثير المال- فكساها من الثياب الحبرة «٢» وبكل ما وجد/ إليه السبيل، فبلغ ثمن الكسوة ثمانية عشر ألف دينار مصرية.
وفيها كانت زلزلة عظيمة بالشام والجزيرة وديار بكر والموصل والعراق وغير ذلك من البلاد فخرّب كثير منها، وهلك عالم كثير تحت الرّدم. ثم كانت زلازل كثيرة هائلة بالشام والجزيرة وكثير