إلى شذونة «١» فملكها ودخل مدينة إشبيلية. وعاجله عبد الرحمن فحصره بها وضيّق على من فيها، فتقربوا إليه بتسليمه له.
وأمّنهم ورجع عنهم.
وفى سنة أربع وأربعين ومائة ثار هشام بن عذرة الفهرى وهو من بنى عمّ يوسف بن عبد الرحمن الفهرى بطليطلة فحاصره الأمير عبد الرحمن وشدّد عليه الحصار فمال إلى الصلح وأعطاه ابنه أفلح رهينة فأخذه عبد الرحمن ورجع إلى قرطبة. ثم عاد هشام وخلع عبد الرحمن، فعاد إليه وحاصره ونصب المجانيق عليها [أى على طليطلة] فلم يؤثر فيها لحصانتها فقتل ابنه أفلح ورمى برأسه إلى أبيه فى المنجنيق ورحل إلى قرطبة. ولم يظفر بهشام فى هذه السنة واستمر إلى سنة سبع وأربعين ومائة فبعث عبد الرحمن مولاه بدرا وتمام بن علقمة فحصرا طليطلة وضيّقا على هشام ثم أسراه هو وحيوة بن الوليد اليحصبى وعثمان بن حمزة/ بن عبيد الله ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فأتى بهم إلى عبد الرحمن بن معاوية فى جباب صوف وقد حلقت رؤوسهم ولحاهم.