للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يسكن إلى دعة، ولا يكل أموره إلى غيره، ولا ينفرد فى إبرامها برأيه. وكان يشبّه بأبى جعفر المنصور فى حزمه وشدّته وضبطه لملكه «١» ، وبنى الرصافة بقرطبة تشبها بجده هشام حيث بنى الرصافة بالشام، وقال «٢» .: وكان عبد الرحمن من ذوى الآداب، وله شعر حسن، فمن شعره ما قاله بالأندلس يتشوق معاهده بالشام:

أيّها الراكب الميمّم أرضى ... أقر من بعضى السّلام لبعضى

إنّ جسمى كما علمت بأرض ... وفؤادى كما عملت بأرض

قدّر البين بيننا فافترقنا ... وطوى البين عن جفونى غمضى

قد قضى الله بالفراق علينا ... فعسى باجتماعنا سوف يقضى

ومن شعره ما قاله لما عمّر الرصافة بقرطبة، وقد رأى فيها نخلة منفردة، فقال:

تبدّت لنا بين الرّصافة نخلة ... تناءت بأرض الغرب عن بلد النّخل

فقلت شبيهى فى التّغرّب مثلها ... وطول اكتئابى عن بنىّ وعن أهلى

نشأت بأرض أنت فيه غريبة ... فمثلك فى الإقصاء والمنتأى مثلى

سقتك غوادى المزن من صوبها الذى ... يسحّ وبستمرى السّماكين بالوبل «٣»