وواصلوا إلى مدينة ليون «١» فحصروها ونصبوا عليها المجانيق، فخاف أهلها وخرجوا هاربين وتركوها بما فيها، فغنم المسلمون منها ما أرادوا وأحرقوا الباقى، ولم يقدروا على هدم سورها لأن عرضه سبعة عشر ذراعا، فمضوا وقد ثلموا فيه ثلمة كبيرة» .
وفى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين غدر موسى بن موسى، فسيّر إليه عبد الرحمن جيشا مع ابنه محمد.
وفيها كان بالأندلس مجاعة شديدة، فهلك خلق كثير من الناس والدوابّ، ويبست الأشجار فاستسقى الناس فسقوا وزال القحط.
وفى سنة خمس وثلاثين ومائتين سيّر عبد الرحمن ابنه المنذر فى جيش كثيف إلى غزو الروم فبلغوا ألبة والقلاع.
وفيها كان سيل عظيم بالأندلس فخرب/ جسر إستجة والأرجاء وغرّق نهر إشبيلية ستّ عشرة قرية، وخرّب نهر باجة ثمانى عشرة قرية، وعرض حتى صار عرضه ثلاثين ميلا وكان هذا حدثا عظيما وقع فى جميع البلاد فى شهر واحد وفى سنة سبع وثلاثين ومائتين سارت جيوش المسلمين إلى بلاد العدوّ وكانت بينهم وقعة عظيمة كان الظفر فيها للمسلمين وهى وقعة البيضاء.