حجب البيت منك شخصا كريما ... مثل ما يحجب الدّنان السلافا
أنت للفضل كعبة ولو انّى ... كنت أسطيع لالتزمت الطّوافا
قال: وجرت بينى وبينه مخاطبات ألذّ من غفلات الرقيب، وأشهى من رشفات الحبيب، وأدلّ على السماح، من فجر على صباح- قال- فلما قاربت الصدر وأزمعت السفر، صرف حبله واستنفذ ما قبله، وبعث إلىّ شرف الدولة ابنه- وكان من أحسن الناس سمتا وأكثرهم صمتا، تخجله اللفظة وتجرحه اللحظة، حريصا على طلب الأدب مسارعا فى اقتناء الكتب، مثابرا على نسخ الدواوين ففتّح من خطّه فيها زهر البساتين- بعشرين مثقالا مرابطية «١» وثوبين/ غير مخيطين، وكتب مع ذلك أبياتا منها:
إليك النّزر من كفّ الأسير ... وإن تقنع نكن عين الشّكور