للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة فى زيارته، فوصلت إليه بأغمات، فقلت فى ذلك أبياتا عند دخولى عليه.

لم أقل فى النّقاف كان نقافا ... كنت قلبا له وكان شغافا

يمكث الزّهر فى الكمام ولكن ... بعد مكث الكمام يدنو قطافا

وإذا ما الهلال غاب بغيم ... لم يكن ذلك المغيب انكسافا

إنما أنت درّة للمعالى ... ركّب الدّهر فوقها أصدافا

حجب البيت منك شخصا كريما ... مثل ما يحجب الدّنان السلافا

أنت للفضل كعبة ولو انّى ... كنت أسطيع لالتزمت الطّوافا

قال: وجرت بينى وبينه مخاطبات ألذّ من غفلات الرقيب، وأشهى من رشفات الحبيب، وأدلّ على السماح، من فجر على صباح- قال- فلما قاربت الصدر وأزمعت السفر، صرف حبله واستنفذ ما قبله، وبعث إلىّ شرف الدولة ابنه- وكان من أحسن الناس سمتا وأكثرهم صمتا، تخجله اللفظة وتجرحه اللحظة، حريصا على طلب الأدب مسارعا فى اقتناء الكتب، مثابرا على نسخ الدواوين ففتّح من خطّه فيها زهر البساتين- بعشرين مثقالا مرابطية «١» وثوبين/ غير مخيطين، وكتب مع ذلك أبياتا منها:

إليك النّزر من كفّ الأسير ... وإن تقنع نكن عين الشّكور

تقبّل ما ندوت به جباء ... وإن غدرته حالات الفقير