للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهم أنجاد البربر وفرسانهم» . فقال عقبة: «فأين موضعهم؟» قال: «فى السوس الأدنى، وهم قوم ليس لهم دين، يأكلون الميتة؛ ويشربون الدم من أنعامهم. وهم أمثال البهائم، يكفرون بالله ولا يعرفونه» . فقال عقبة لأصحابه: «ارحلوا «١» على بركة الله» .

فرحل من طنجة إلى السّوس الأدنى، وهو فى جنوب مدينة طنجة التى تسمى تارودانت. فانتهى إلى أوائلهم فقتلهم قتلا ذريعا. وهرب من بقى منهم، وتفرقت خيله فى طلبهم.

ومضى حتى دخل السّوس الأقصى فاجتمع البربر فى عدد كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى. فقاتلهم قتالا لم يسمع بمثله. فقتل خلقا كثيرا منهم. وأصاب نساء لم ير الناس مثلهن. فقيل: إن الجارية كانت تساوى بالمشرق ألف مثقال وأكثر وأقل.

وسار حتى بلغ البحر المحيط لا يدافعه أحد ولا يقوم له. فدخل فيه حتى بلغ الماء لبان فرسه «٢» . ورفع يده إلى السماء وقال: «يا رب، لولا هذا البحر لمضيت فى البلاد إلى ملك ذى القرنين «٣» مدافعا عن دينك، ومقاتلا من كفر بك وعبد غيرك» «٤» .

ثم قال لأصحابه: «انصرفوا على بركة الله وعونه» . فخلا الناس عن طريق عساكره هاربين. وخاف المشركون منه أشد مخافة.

وانصرف إلى إفريقية. فلما انتهى إلى ماء اسمه اليوم ماء فرس ولم