للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مدة تزيد على مائة وخمسين «١» سنة، ملك منهم فيها أحد عشر ملكا.

ثم أرسل الله عليهم عجم رومة، وملكهم إشبان بن طيطش «٢» فغزاهم ومزقهم وقتل منهم وحاصرهم «٣» بطالقة، وقد تحصنوا بها، فابتنى «٤» عليها إشبانية- وهى إشبيلية- واتخذها دار مملكته.

وكثرت جموعه وعتا وتجبر. وغزا بيت المقدس وغنم ما فيه، وقتل منه مائة ألف، ونقل المرمر منه إلى إشبيلية وغيرها. وغنم منه مائدة سليمان بن داوود عليهما السلام، وهى التى غنمها طارق لما فتح طليطلة، وغنم قليلة الذهب والحجر الذى لقى بماردة.

وكان هذا إشبان قد وقف عليه الخضر «٥» ، وهو يحرث الأرض فقال له: «يا إشبان، سوف تحظى وتعلو وتملك. فإذا ملكت إيليا «٦» فارفق بذرية الأنبياء» . فقال له: «أتسخربى وكيف ينال مثلى الملك؟» . فقال له: «قد جعله فيك من جعل عصاك هذه كما ترى» فنظر إليها، فإذا هى قد أورقت.

فارتاع وذهب عنه الخضر وقد وثق بقوله. فداخل الناس وارتقى