للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السواد. وجمع جموعا كثيرة وأتى بعرب أهل البلد وبربرها، وكثرت جموعه بمدينة تونس. فبعث إليه إبراهيم عمران بن مجالد «١» ومعه وجوه القواد. فالتقوا بسبخة تونس واقتتلو قتالا شديدا، وكثر بينهم القتل. وجعل أصحاب حمديس يقولون:

«بغداد بغداد، فلا والله لا اتخذت لكم طاعة بعد اليوم أبدا» .

ثم قتل حمديس وانهزم أصحابه. ودخل عمران تونس وتتبع من كان مع حمديس وقتلهم حتى أفناهم. وكان خروجه فى سنة ست وثمانين ومائة.

وفى أيامه جمع إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن «٢» بن على بن أبى طالب جموعا كثيرة، وأطاعه من حوله من القبائل. فكره إبراهيم قتاله وعمل فى إفساد «٣» أصحابه عليه.

وكتب إلى بهلول بن عبد الواحد المدغرى «٤» ، وكان رئيسا مطاعا فى قومه، وهو القائم بأمر إدريس وصاحب سره، ولم يزل به حتى فارقه وعاد إلى الطاعة. فلما فعل ذلك كتب إدريس إلى إبراهيم كتابا يستعطفه ويسأله الكف عنه ويذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجر بينهما حرب.

وخرج عن طاعة إبراهيم أيضا عمران بن مجالد. وكان