للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان شهما شجاعا كريما حليما كثير العفو عن الجرائم العظيمة ذكيا حسن الشعر. فمن شعره ما قاله وقد وقع «١» حرب بين طائفتين من العرب، وهما عدى ورياح فقتل رجل من رياح ثم اصطلحوا وأهدروا دمه، وكان صلحهم مما يضر بتميم وبلاده، فقال أبياتا يحرض فيها على الطلب بدم المقتول، وهى:

متى كانت دماؤكم تطل ... أما فيكم بثأر مستقل

أغانم ثم سالم إن فشلتم ... فما كانت أوائلكم تذل

ونمتم عن طلاب الثأر حتى ... كأن العز فيكم مضمحل

وما كسرتم فيه العوالى ... ولا بيض تفلّ ولا تسل

فعمد إخوة المقتول فقتلوا أميرا من بنى عدى. فقامت الحرب بينهم واشتد القتال، وكثرت القتلى بينهم حتى أخرجوا بنى عدى من إفريقية، وبلغ تميم فيهم ما يريد. وكان يوقع بالشعر الحروب بين العرب فبلغ «٢» بلسانه ما لم يبلغه»

بسنانه.

ومن أخباره فى رعيته وشفقته عليهم ما حكى أنه اشترى «٤» جارية بثمن كثير. فبلغه أن مولاها الذى باعها ذهب عقله وأسف