وكان معه بمكة، فردّه المنصور إلى المدينة، فلما استخلف المنصور لم يكن همّه إلا أمر محمد، والمسألة عنه وما يريد، فدعا بنى هاشم رجلا رجلا يسأل كل واحد سرا عنه، فكلهم يقول قد علم أنّك عرفته بطلب هذا الأمر، فهو يخافك على نفسه، وهو لا يريد لك خلافا، وما أشبه هذا الكلام، إلا الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب «١» فإنّه أخبره خبره، وقال: والله ما آمن وثوبه عليك، فإنّه لا ينام عنك، فأيقظ بكلامه «٢» من لم ينم عنه، وزاده ذلك حرصا على طلبه، وشدة في طلبه، وكان موسى بن عبد الله بن حسن يقول بعد ذلك: اللهم اطلب حسن بن زيد «٣» بدمائنا.
ثم ألحّ المنصور على عبد الله بن حسن في إحضار ابنه محمد سنة حج، فقال عبد الله لسليمان بن على بن عبد الله بن عبّاس: يا أخى بيننا من الصهر «٤» والرحم ما تعلم، فما ترى؟ فقال سليمان: والله لكأنّى أنظر إلى أخى عبد الله بن على حين حال الستر «٥» بيننا وبينه، وهو يشير إلينا، إن هذا الذى فعلتم بى، فلو كان المنصور عافيا عن أحد عفا عن عمّه، يشير إلى خبر المنصور لما حبس عمه عبد الله بن على،