للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أجود ما رأيت!! والله ما خفى علىّ هذا، ولكنّى أعاهد الله ألّا أنتقم من بنى عمى وأهل بيتى بعدوّى وعدوّهم، ولكنّى أبعث عليهم صعيليكا من العرب يفعل بهم ما قلت، فاستشار يزيد بن أسيد «١» السّلمى، وقال له: دلّنى على فتى مقلّ من قيس أغنيه وأشرّفه، وأمكنه من سيد اليمن- يعنى ابن القسرى- «٢» ، قال: نعم، رياح بن عثمان بن حيّان المرىّ، فسيّره المنصور أميرا على المدينة في شهر رمضان سنة أربع وأربعين ومائة؛ وقيل إنّ رياحا ضمن للمنصور أن يخرج محمدا وإبراهيم ابنى عبد الله، إن استعمله على المدينة، فاستعمله عليها، فسار حتى دخلها، فلما دخل دار مروان، وهى التى كان ينزلها الأمراء قال لحاجب كان له، يقال له أبو البخترى، هذه دار مروان؟

قال: نعم، قال أما إنّها محلال «٣» مظعان، ونحن أول من يظعن منها، فلما تفرّق الناس عنه قال لحاجبه أبى البخترى: خذ بيدى فدخل على هذا الشيخ- يعنى عبد الله بن الحسن- فدخلا عليه، فقال له رياح: أيها الشيخ، إن أمير المؤمنين- والله- ما استعملنى لرحم قريبة، ولا ليد سلفت إليه منّى، والله لا لعبت بى كما لعبت بزياد وابن القسرى، والله لأزهقنّ نفسك أو لتأتينّى بابنيك محمد وإبراهيم، فرفع عبد الله رأسه إليه وقال نعم، أما والله إنّك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة، قال، أبو البخترى: