له: ما أراك تبالغ!! فقال له: اتتهمنى!! فو الله لأضربنّ محمدا حين أراه بالسيف أو أقتل دونه، قال: فمرّ به وهو مقتول فضربه ليبرّ يمينه، وقيل بل رمى بسهم وهو يقاتل، فوقف إلى جدار فتحاماه الناس، فلما وجد الموت تحامل على سيفه فكسره، وهو ذو الفقار، سيف على بن أبى طالب رضى الله عنه، وقيل بل أعطاه رجلا من التجار، كان معه وله عليه «١» أربعمائة دينار، وقال خذه فإنّك لا تلقى أحدا من آل أبى طالب إلا أخذه وأعطاك حقّك، فلم يزل عنده حتى ولى جعفر بن سليمان المدينة، فأخبر به فأخذ السيف منه وأعطاه أربعمائة دينار، ولم يزل معه حتى أخذه منه المهدى، ثم صار إلى الهادى فجرّبه فى كلب فانقطع السيف؛ وقيل بل بقى إلى أيام الرشيد، وكان يتقلّده وكان به ثمانى عشرة فقارة.
قال: ولما أتى عيسى برأس محمد قال لأصحابه: ما تقولون فيه؟
فوقعوا فيه، فقال بعضهم: كذبتم ما لهذا قاتلناه، ولكنّه خالف أمير المؤمنين، وشقّ عصا المسلمين، وإن كان لصوّاما قوّاما فسكتوا.
وأرسل عيسى بن موسى الرأس إلى المنصور مع محمد بن أبى الكرام بن عبد الله بن على بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، وبالبشارة مع القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، وأرسل معه رؤوس بنى شجاع، فأمر المنصور برأس محمد فطيف به في الكوفة وسيّره إلى الآفاق. قال: ولمّا رأى المنصور رؤوس بنى شجاع قال: هكذا فليكن الناس! طلبت محمدا فاشتمل عليه