منه شيئا يسيرا وانحاز عبد الرحمن، فأخذ علىّ منهم أربع شذوات وأنى عبد الرحمن دولاب فأقام به، وسار طاشتمر إلى علىّ فوافاه وقاتله، فانهزم علىّ إلى نهر السّدره، وكتب طاشتمر يستمد عبد الرحمن ويخبره بانهزام علىّ، فأتاه عبد الرحمن وواقع عليا بنهر السّدرة وقعه عظيمة، فانهزم علىّ إلى صاحب الزنج، وعسكر عبد الرحمن ببيان «١» فكان هو وإبراهيم بن سيما يتناوبان المسير إلى عسكر الزنج فيوقعان به، واسحاق بن كنداجيق بالبصرة، وقد قطع الميرة عن الزنج، فكان صاحبهم يجمعهم يوم محاربة عبد الرحمن وإبراهيم، فإذا انقضت الحرب سيّر طائفة منهم إلى البصرة لقتال اسحاق، فأقاموا كذلك بضعة عشر شهرا، إلى أن انصرف موسى بن بغا عن حرب الزنج، ووليها مسرور البلخى على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
وفي سنة إحدى وستين ومائتين ولى أبو الساج الأهواز وسيّر عبد الرحمن إلى فارس، وأمر أبو الساج بمحاربة الزنج فندب صهره «٢» لمحاربتهم، فلقيه علىّ بن أبان بناحية دولاب، فقتل عبد الرحمن وانحاز أبو الساج إلى ناحية عسكر مكرم، ودخل الزنج الأهواز فقتلوا أهلها وسبوا وأحرقوا، ثم انصرف أبو الساج عما كان وليه من الأهواز وحرب الزنج، ووليها إبراهيم بن سيما فلم يزل بها حتى انصرف عنها مع موسى بن بغا.