صاحبه بذلك، فسيّر إليه سليمان فوصل إلى طهيثا مجدا، وأظهر أنّه يريد قصد جعلان، وقدم الجبّائى وأمره أن يأتى جعلان ويقف بحيث يراه ولا يقاتله، ثم سار سليمان نحو محمد بن على بن حبيب مجدا فأوقع به وقعة عظيمة، وغنم غنائم كثيرة، وقتل أخا لمحمد بن على ورجع، وذلك في شهر رجب سنة ثلاث وستين أيضا.
ثم سار في شعبان إلى قرية حسّان، وبها قائد يقال له جيش «١» ابن خمارتكين فأوقع به، فهزمه ونهب القرية وأحرقها وعاد، ثم سار فى شعبان أيضا إلى مواضع فنهبها وعاد، ثم سار في رمضان وأظهر أنّه يريد جعلان بمازروان «٢» ، فبلغت الأخبار جعلان «٣» فضبط عسكره، فتركه سليمان وعدل إلى أبّا فأوقع به وهو غارّ، وغنم منه ست شذاوات، ثم أرسل الجبّائى في جماعة لينهب، فصادفهم جعلان فأخذ سفنهم وغنم منهم، فأتاد سليمان في البرّ فهزمه واستنقذ سفنهم، وغنم شيئا آخر وعاد، ثم سار سليمان إلى الرصافة في «٤» ذى القعدة فأوقع بمطر بن جامع وهو بها، وغنم غنائم كثيرة وأحرق الرصافة «٥» واستباحها، وحمل أعلاما وانحدر إلى مدينة صاحب الزنج، وأقام ليعيّد هناك بمنزله، فسار مطر إلى الحجّاجيّة فأوقع بأهلها وأسر جماعة، وكان بها قاض لسليمان فأسره مطر وحمله إلى واسط، وصار مطر إلى قريب طهيثا ورجع، فكتب الجبّائى إلى سليمان بذلك، فسار نحوه فوافاه لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ثلاث وستين.