متحصّنون، ثم رحل بما أخذه وبمائتى كرّ حنطة إلى نحو الماءين وبقيّة أصحابه هناك، فلما اتصل الخبر بالمكتفى أرسل إلى هيت محمد بن إسحاق بن كنداجيق ومعه جماعة من القوّاد في جيش كثيف، ثم أتبعه بمؤنس الخادم «١» ، فنهض محمد بن إسحاق نحوهم فوجدهم قد غوّروا المياه، فأنفذ إليه من بغداد بالروايا والقرب والمزاد، وكتب إلى الحسين بن حمدان بالنفوذ إليهم من الرحبة، فلما أحسّوا بذلك إئتمروا بصاحبهم نصر، فوثب عليه رجل من أصحابه يقال له الذيب بن القائم فقتله، وشخص إلى بغداد متقرّبا بذلك ومستأمنا، فأسنيت له الجائزة وكف عن طلب قومه بقتل محمد هذا، فمكث أياما ببغداد وهرب، ثم إن طلائع محمد بن كنداجيق ظفرت برأس محمد المقتول هذا، فحمل إلى بغداد.
قال: ثم إن قوما من بنى كلاب أنكروا ما فعله الذيب من قتل محمد، ورضيه آخرون فتحزّبوا أحزابا، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثرت القتلى بينهم ثم افترقوا، فصارت الفرقة التى رضيت قتله إلى ناحية عين التمر، وتخلف من كره قتله على الماء الذى كانوا ينزلون عليه، واتصل الخبر بزكرويه بن مهرويه فردّ القاسم إليهم.