وخطب باقلانىّ الى قوم وذكر أن الشعبىّ يعرفه فسألوه فقال: إنه لعظيم الرماد، كثير الغاشية.
قيل: أخذ العسس رجلين فقال لهما: من أنتما؟ فقال أحدهما
أنا ابن الذى لا ينزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا الى ضوء ناره ... فمنهم قيام حولها وقعود!
وقال الآخر
أنا ابن من تخضع الرقاب له ... ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه بالذلّ وهى صاغرة ... يأخذ من مالها ومن دمها!
فظنوهما من أولاد الأكابر، فلما أصبح سأل عنهما؛ فإذا الأول ابن طبّاخ والثانى ابن حجّام.
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه للأحنف: أىّ الطعام أحبّ اليك؟
قال: الزّبد والكمأة. فقال: ما هما بأحبّ الطعام اليه، ولكنه يحبّ الخصب للمسلمين.
وقال لقمان لابنه: كل أطيب الطعام، ونم على أوطأ الفرش؛ كنّى عن إكبار الصيام، وإطالة القيام.
ومن جيّد التورية وغريبها مع توخّى الصدق في موطن الخوف: قول أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه، وقد أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رديفه عام الهجرة، فقيل له: من هذا يا أبا بكر؟ فقال: رجل يهدينى السبيل.