وأنفذ المظفّر حاجيه يلبق في ستة آلاف مقاتل إلى القرامطة، الذين بقصر ابن هبيرة مع سواده، ليوقعوا بهم ويخلّصوا يوسف بن أبى الساج، فعلم أبو طاهر بذلك فاضطرب واجتهد في عبور الفرات فعجز.
ثم اتّفق له طوف حطب فعبر عليه في نفر يسير، وصار إلى سواده الذى خلفه، وجاء يلبق فواقعه أبو طاهر في نفر يسير، فكرّ يلبق راجعا منهزما وسلم السواد وذلك بعد قتال شديد.
ونظر أبو طاهر إلى ابن أبى الساج- وقد خرج من الخيمة، ينظر ويرجو الخلاص، وقد ناداه أصحابه: أبشر بالفرج، فلما تمّت الهزيمة أحضره أبو طاهر وقتله وقتل من معه من الأسرى «١»
، وقصد القرامطة مدينة هيت وكان المقتدر قد سيّر إليها سعيد بن حمدان وهارون بن غريب، فسبقوا القرامطة إليها وقاتلوهم عند السور، فقتل من القرامطة جماعة فعادوا عنها، فرجع مؤنس إلى بغداد وسار أبو طاهر إلى الدالية من طريق الفرات، فقتل من أهلها جماعة ثم سار إلى الرّحبة فدخلها في ثامن عشر المحرم سنة ست عشرة وثلاثمائة، بعد أن حاربه أهلها فظفر بهم ووضع السيف فيهم، فراسله أهل قرقيسيا يطلبون الأمان فأمّنهم على ألا يظهر أحد منهم بالنهار، فأجابوا إلى ذلك، وخافه الأعراب وهربوا من بين يديه، فقرّر عليهم أتاوة عن كل رأس دينار يحملونه إلى هجر، ثم صعد من الرحبة إلى الرقّة فدخل أصحابه إلى نصيبين، وقتلوا بها ثلاثين رجلا وقتل من القرامطة جماعة، وقاتلوا ثلاثة أيام ثم انصرفوا في آخر