للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى ذلك، وحملت إليه الخلع وهو لا يشك أنّها له، فلما بلغ الرسول طريق هراة عدل إليها وبها فايق، فأوصل إليه العهد بولاية خراسان والخلع إليه، فعلم أبو على أنهم مكروا به، وأن هذا دليل سوء يريدونه به، فلبس فايق الخلع وسار عن هراة نحو أبى علىّ، فبلغه الخبر فسار جريدة في نخبة أصحابه، وطوى المنازل حتى سبق خبره، وأوقع بفايق بين هراة وبوشنج، فانهزم فايق وأصحابه إلى مرو الروذ، وكتب أبو على إلى الأمير نوح يجدّد طلب ولاية خراسان، فأجابه إلى ذلك وجمع له ولاية خراسان جميعها بعد أن كانت هراة لفايق، وعاد أبو على إلى نيسابور ظافرا وجبى أموال خراسان، فكتب إليه نوح يستتر له عن بعضها ليصرفه في أرزاق الجند، فاعتذر إليه ولم يفعل وخاف عاقبة المنع فكتب إلى بغراخان يدعوه إلى قصد بخارى، واستقرّ الأمر بينهما على أن يكون لبغراخان ما وراء النهر جميعه، ولأبى علىّ خراسان، فطمع بغراخان في البلاد وتجدّدت حركته إليها.

وأما فايق فإنّه أقام بمرو الروذ حتى اجتمع إليه أصحابه، وسار نحو بخارى من غير إذن، فارتاب الأمير نوح به وسيّر الجيوش وأمرهم يمنعه، فقاتلوه وهزموه فعاد وقصد ترمذ، وكاتب بغراخان أيضا يطمعه في البلاد، فسار نحو بخارى واستولى على بلاد السامانيّة شيئا بعد شىء، فسيّر إليه نوح جيشا واستعمل عليهم قائدا كبيرا من قوّاده اسمه انج، فهزمهم بغراخان وأسرانج وجماعة من القوّاد، فلما ظفر بهم قوى طمعه في البلاد، وضعف نوح وأصحابه وكاتب أبا علىّ بن سيمجور يستنصره، ويأمره بالقدوم إليه بالعساكر فلم يجبه إلى ذلك ولا لبّى دعوته، وطمع في الاستيلاء على خراسان، وسار