ودامت الحرب بينهم من أوّل النهار إلى الظهر، فانهزم عمرو وأصحابه وكانوا خمسة عشر ألفا، وجرح الدرهمىّ مقدّم جيش عمرو، وقتل مائة رجل من جماتهم «١» وأسر ثلاثة آلاف أسير وغنموا معسكر عمرو، وكان الذى غنموه من الدوابّ والبقر والحمر ثلاثين ألف رأس، وما سوى ذلك فلا يدخل تحت الاحصاء، وذلك في عاشر شهر ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وفي سنة أربع وسبعين سار الموفّق إلى فارس لحرب عمرو بن الليث في شهر ربيع الأوّل، فبلغ عمرو الخبر فسيّر عبّاس بن إسحاق في جمع كثير من العسكر إلى سيراف، وأنفذ ابنه محمد بن عمرو إلى أرّجان، وسيّر أبا طلحة شركب صاحب جيشه على مقدّمته، فاستأمن أبو طلحة إلى الموفّق، وسمع عمرو ذلك فتوقف عن قصد الموفّق، ثم عزم أبو طلحة على العود إلى عمرو فبلغ الموفّق خبره.
فقبض عليه بقرب شيراز وجعل ماله لابنه المعتضد، وسار يطلب عمرا فعاد عمرو إلى كرمان ثم إلى سجستان على المفازة فتوفى ابنه بالمفازة، وعاد الموفق.