إلى قرقيسياء «١» ليعالج أخاه من ضربته، فمات أبو البركات بعد أيام فأنفذه حمدان في تابوت إلى الموصل، واستحكمت عند ذلك العداوة بين بنى حمدان، وبين أخيهم أبى تغلب. واختلف باقى الإخوة، وكانوا متفرقين في أعمالهم فاحتال أبو تغلب على أخيه محمد، وكان واليا على نصيبين حتى قبض عليه، وذلك في شعبان سنة ستين وثلاثمائة واعتقله في قلعة أردمشت «٢» ، فلم يزل بها حتى هرب أبو تغلب، وملكها عضد الدولة بن بوبه، فاطلقة وأكرمه، ورد عليه ضياعه ومنها قلعة: الشعبانى «٣» ، وقلعة أهرون «٤» ، وغيرهما من القلاع. وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة سلم أخو حمدان لأمه لأبى تغلب الغضنفر قلعة ماردين «٥» ، فأخذ منها جميع أمواله وحر؟؟؟ هـ، وكان المحاصر له بجيش أبى تغلب أبو اليقظان عمار بن أبى السرايا نصر بن حمدان.
وفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة في آخر يوم من شهر رمضان أوقع أبو القاسم هبه الله بن ناصر الدولة بالدمستق ملك الروم الوقعة المشهورة، وكان الدمستق في نحو خمسين ألفا فأسر أبو القاسم، وقتل أكثرا الجيش وكانت الوقعة على بلد. قال: ثم أخذ أبو تغلب في استفساد إخوته واحدا بعد واحد حتى صاروا بأجمعهم إليه إلا أبو طاهر «٦» إبراهيم، فإنه استأمن إلى بختيار، ومضى إلى بغداد. وسار أبو تغلب