بجماعة إخوته إلى قرقيسياء، فنزل بها، وبعث أخاه، أبا القاسم هبة الله إلى الرحبة في جيش ليوقع بأخيه حمدان، فخرج حمدان هاربا، واتبعه ابنه أبو السرايا وسلك طريق البرية، وكاد هبة الله أن يأخذه. وقيل: إنه قدر عليه وتركه، وسار حمدان إلى بغداد، فدخلها في ذى الحجة سنة ستين وثلاثمائة، واجتمع بأخيه إبراهيم: وأقاما عند بختيار مدة، ثم كوتب إبراهيم من الموصل (بالعودة إلى طاعة أخيه فهرب، فأغضب ذلك عز الدولة بختيار وسار إلى الموصل)«١» فى شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين، فدخلها، ورحل أبو تغلب إلى سنجار. ثم تقرر الصلح بينهما على أن يفرج أبو تغلب لأخيه حمدان عن ضياعه التى كان قبض عليها، فأجاب إلى ذلك، وأفرج له عنها، واستقر ملك الغضنفر بالموصل إلى أن ملك عضد الدولة بن بويه بغداد، وأخرج ابن عمه عز الدولة بختيار إلى الشام وشرط عليه ألا يتعرض إلى بلاد عدة الدولة الغضنفر، فأجاب إلى ذلك، وسار وصحبته «٢» حمدان بن ناصر الدولة فلما وصل مبكرا أفسد حمدان نيته، وحرضه على طلب بلاد أخيه أبى تغلب، فعزم على ذلك، وسار فنزل تكريت، فوصل إليه على بن عمر الكاتب بهدية من أبى تغلب، وصحبه في الطريق، فلما خلا به أفسد بينه وبين حمدان وعرفه أن مصالحة أبى تغلب بإفساد حمدان هى الرأى الصريح، وذكر أنه سلم «٣»