للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة من آمد كما ذكرنا، وافترق بعده أبناء ناصر الدولة، فبعضهم دخل في طاعة الأمير عضد الدولة، وبعضهم دخل في طاعة العزيز نزار صاحب مصر، وبعضهم التحق بابن عمهم أبى المعالى شريف بن سيف الدولة، فممن سار إلى الديار المصرية: أبو عبد الله الحسين بن ناصر الدولة، وأخوه أبو المطاع ذو القرنين، وولد للحسين بمصر ولده الحسن وهو المنعوت ناصر الدولة. تمكن ناصر الدولة الحسن هذا من دولة المستنصر بالله أبى تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين»

الله صاحب ملك مصر تمكنا عظيما، وقاد الجيوش، وعظم شأنه، ونفذت أوامره حتى لم يبق للمستنصر معه بالديار المصرية إلا مجرد اسم الخلافة. ثم لم يرض ناصر الدولة بذلك، ولا اقتصر عليه، ولاقنع به إلى أن حصر المستنصر في قصره، وجرى له معه وقائع، نذكرها إن شاء الله تعالى في أخبار المستنصر بالله، ونذكر هناك أيضا مقتل ناصر الدولة هذا. وكان مقتله في شهر رجب من شهور خمس وستين وأربعمائة بداره بمصر، وهى الدار المعروفة بمنازل العز التى هى الآن مدرسة لطائفة الفقهاء الشافعية، ولم يذكر بعد ناصر الدولة هذا أحد من آل حمدان بولاية فنذكره. فهذا الفخذ الأول. والفخذ الثانى منها: فى سيف الدولة أبى الحسن على وبنيه، وقد نقدم ذكرهم رحمهم الله تعالى.

انتهت أخبار الدولة الحمدانية بعون الله تعالى. فلنذكر أخبار الدولة الديلمية البويهية.