من القتل، ثم استدعى السلطان ابنه، والوزير، فسارا إليه، ففرح بما يسّره الله من الفتح على يد ملكشاه ابنه، وفتح عدة من الحصون فى طريقه، وأسر من النصارى ما لا يحصى كثرة، وساروا إلى سيبد سهر، فجرى بين أهلها، وبين المسلمين حروب شديدة، ثم يسّر الله فتحها، وملكها السلطان، وسار منها إلى مدينة أعال لال، وهى حصينة عالية الأسوار شاهقة، وهى من جانبيها الشرقى والغربى على جبل عال، وعليه عدّة من الحصون، ومن الجانبين الآخرين نهر كبير لا يخاض، وكان ملكها من الكرج، فجرى عليها حروب عظيمة، ويسّر الله فتحها، واعتصم جماعة من أهلها في برج من أبراج المدينة، فأحرقه السلطان بالنار، وغنم المسلمون من المدينة ما لا يحصى، وخرجوا إلى خيامهم، فلما جن الليل عصفت الريح، فاحترقت المدينة من نار البرج، وذلك في شهر رجب سنة ست وخمسين وأربعمائة، وملك السلطان قلعة حصينة كانت إلى جانب المدينة، وأخذ ما فيها، وسار منها إلى ناحية قرش «١» ، ومدينة آنى وبالقرب منها بسل وورده. وجوده، فخرج أهلها مذعنين معلنين بالإسلام، وخربوا البيع، وبنوا المساجد، وسار منها إلى مدينة آنى، فرآها حصينة لا ترام. ثلاثة أرباعها على نهر أرس «٢» ، والربع الآخر على نهر عميق شديد الجرية لو طرحت الحجارة فيه لحملها، والطريق إليها على خندق عليه سور من الحجارة الصمّ، وهى مدينة