يطلبه من صدقة، وأمره بتسليمه إلى نوابه، فلم يفعل، وأجاب:
إننى لأمكن منه بل أحامى عنه، أقول ما قاله أبو طالب لقريش لما طلبوا النبى صلى الله عليه وسلّم:
ونسلمه حتى نصرّع حوله* ونذهل عن أبنائنا والحلائل وظهر منه أمور أنكرها السلطان، فتوجه السلطان إلى العراق، ليتلافى هذا الأمر، فلما سمع صدقة به، استشار أصحابه فيما يفعله، فأشار عليه ابنه دبيس أن ينفذه إلى السلطان، ومعه الأموال والخيل والتحف ليستعطفه، وأشار سعيد بن حميد صاحب جيش صدقة بحربه، وجمع الجند، وتفريق المال فيهم، واستطال في القول، فمال صدقة إلى قوله ووافقه «١» ، وجمع العساكر، فاجتمع له عشرون ألف فارس، وثلاثون ألف راجل، وأرسل الخليفة المستظهر بالله إلى الأمير صدقة، يحذره عاقبة أمره، وينهاه عن الخروج عن طاعة السلطان، فأجاب: إننى على الطاعة، لكن لا آمن على نفسى فى الاجتماع به، ثم أرسل السلطان إلى صدقة يطيب قلبه، ويبسط ويزيل خوفه، ويأمره بالانبساط على عادته، فأجاب: إن أصحاب السلطان قد أفسدوا قلبه علىّ، وغيرّوا حالى عنده، وزال ما كان عليه في حقى من الإنعام، وذكر سالف خدمته ومناصحته، وقال سعيد بن حميد صاحب جيشه: لم يبق لنا في صلح السلطان مطمع، وليرين خيولنا ببغداد «٢» ، وامتنع صدقة من الاجتماع