للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالسلطان، وكان السلطان وصل إلى بغداد جريدة في خيل، لا تبلغ ألفى فارس، فأرسل إلى جيوشه، فأتته من كل جهة، وتكررت الرسائل من الخليفة إلى صدقة، وهو يجيب: إننى ما خالفت الطاعة، ولا قطعت الخطبة، وجهز ابنه دبيسا، ليسير إلى السلطان، فبينما هو في ذلك إذ ورد الخبر أن طائفة من عسكر السلطان، قد وقعت الحرب بينهم وبين أصحاب صدقة، وأن عسكر السلطان انهزم، وأسر جماعة من أعيانهم، فأخر صدقة ابنه، ثم ترددت الرسائل من الخليفة إلى صدقة، يقول: إن إصلاح قلب السلطان موقوف على إطلاق الأسرى، ورد جميع ما أخذ من العسكر المنهزم، فأجاب أولا بالخضوع والطاعة، ثم قال: لو قدرت على الرحيل من بين يدى السلطان لفعلت، ولكن ورائى من يثقل ظهرى: ثلاثمائة امرأة لا يحملهن مكان، ولو علمت أننى إذا جئت للسلطان مستسلما قبلنى، واستخدمنى، لفعلت، ولكننى أخاف ألا يقبل عذرى، ولا يعفو، وأما ما نهب فإن الخلق كثير، وعندى من لا أعرفه، وقد نهبوا ودخلوا البر، ولا طاقة لى بهم، لكن إن كان السلطان لا يعارضنى فيما في يدى، ولا فيمن أجرته ويقر سرخاب «١» على إقطاعه بساوة، ويتقدم بإعادة ما نهب من بلدى. ويحلفه «٢» وزير الخليفة بما أثق به من الأيمان، على المحافظة فيما بينى وبينه، فحينئذ أخدم بالمال، وأدوس «٣» بساطه بعد ذلك، فعادت الرسائل بذلك «٤» مع أبى منصور بن