وإقدامى على المكروه نفسى ... وضربى هامة البطل المشيج
وقولى كلّما جشأت لنفسى ... مكانك تحمدى أو تستريحى
لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمى بعد عن عرض صحيح
وقال قطرىّ بن الفجاءة أمير الخوارج
وقولى كلّما جشأت لنفسى ... من الأبطال ويحك لا تراعى
فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذى لك لم تطاعى
فصبرا في مجال الموت صبرا ... فما نيل الخلود بمستطاع
سبيل الموت غاية كلّ حىّ ... وداعيه لأهل الأرض داعى
وقال عبد الله بن رواحة الأنصارىّ
يا نفس إن لم تقتلى تموتى ... إن تسلمى اليوم فلا تفوتى
أو تبتلى فطالما عوفيت ... هذى حياض الموت قد صليت
وما تمنّيت فقد لقيت ... إن تفعلى فعلهما هديت
وإن تولّيت فقد شقيت
يريد بقوله
فإن تفعلى فعلهما هديت
فعل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبى طالب رضى الله عنهما؛ وكانا قتلا في ذلك اليوم بموته. وكان علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، يخرج كلّ يوم بصفّين حتى يقف بين الصفين وينشد
من أىّ يومىّ من الموت أفرّ ... يوم لا يقدر أم يوم قدر
فيوم لا يقدر لا أرهبه ... ثمّ من المقدور لا ينجو الحذر