للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن الرومىّ

كم من يد بيضاء قد أسديتها ... تثنى إليك عنان كلّ وداد

شكر الإله صنائعا أوليتها ... سلكت مع الأرواح في الأجساد

وقال آخر

وأحسن ما قال امرؤ فيك مدحة ... تلاقت عليها منّة وقبول

وشكر كأن الشمس تعنى بنشره ... ففى كلّ أرض مخبر ورسول

ومن كلام الحسن بن وهب: من شكر لك على درجة رفعته اليها، أو ثروة أفدته إيّاها، فإن شكرى لك على مهجة أحييتها، وحشاشة أبقيتها، ورمق أمسكته، وقمت بين التّلف وبينه، ولكل نعمة من نعم الدنيا حدّ ينتهى إليه، ومدى توقف عليه، وغاية من الشكر يسمو اليها الطرف، خلا هذه النعمة التى فاتت الوصف، وطالت الشكر، وتجاوزت كلّ قدر، وأتت من وراء كلّ غاية، وردت عنّا كيد العدوّ، وأرغمت أنف الحسود، نلجأ منها الى ظلّ ظليل، وكنف كريم، فكيف يشكر الشاكر، وأين يبلغ جهد المجهود.

وقال الشريف الرضىّ

ألبستنى نعما على نعم ... ورفعت لى علما على علم

وعلوت بى حتّى مشيت على ... بسط من الأعناق والقمم

فلأشكرنّ يديك ما شكرت ... خضر الرّياض مصانع الدّيم

فالحمد يبقى ذكر كلّ فتى ... ويبين قدر مواقع الكرم

والشكر مهر للصنيعة إن ... طلبت مهور عقائل النّعم