وكانت هذه الولاية مفتعلة فى ابتدائها، وذلك أن التقليد من دار الخلافة ببغداد خرج باسم محمد بن تكين الخاصّة، وكان بن طغج بالسّاحل فقبض على الرّسول الواصل من دار الخلافة وأخذ منه التّقليد وكشط «تكين» وكتب «طغج» وأنفذ التقليد إلى مصر فورد فى يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان، فاعتزل أحمد بن كيغلغ النّظر، وامتنع محمد ابن على الماذرائى الوزير من التسليم له، وكان غالبا على أمر أحمد [بن كيغلغ]«١» ، وعزم على قتال محمد بن طغج، فبلغه ذلك، فبعث صاعد بن كلملم بمراكب كثيرة من ساحل الشام، وسار هو فى البرّ، فقدمت عساكره مصر برّا وبحرا، ووصل صاعد إلى الجيزة فى يوم الخميس لخمس بقين من شعبان، وأقام خمسة أيام، وأحرق الجسر، ووصل الإخشيد إلى مصر فلقيه محمد بن على الماذرائى الوزير وأحمد بن كيغلغ ومحمد بن عيسى النوشرى وبرزوا لقتاله. فلما تصافّوا للقتال انحاز أحمد بن كيغلغ وانضم إلى الإخشيد، وقاتل الماذرائى وابن النوشرى قتالا شديدا، ثم انهزما إلى الفيوم.
ودخل الإخشيد مصر بعد القتال فى يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان من السنة، فندب صاعدا لقتال الماذرائى وابن النوشرى، فوقع بينهما حرب انجلت «٢» عن قتل صاعد وهرب النوشرى إلى برقة، وراسل القائم «٣»