للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال العسكرىّ: ولم يسلك أحد طريقته فأحسن فيها كإحسان البحترىّ، فمن اعتذاراته قوله في قصيدته التى أوّلها

لوت بالسلام بنانا خضيبا

قال منها

فديناك من أىّ خطب عرى ... ونائبة أو شكت أن تنوبا

وإن كان رأيك قد حال فيّ ... وأوليتنى بعد شرّ قطوبا

يريبنى الشىء تأتى به ... وأكبر قدرك أن أستريبا

وأكره أن يتمادى علىّ سبيل اغترار ... فألقى شعوبا

أكذّب نفسى بأن قد سخطت ... وما كنت أعهد ظنّى كذوبا

ولو لم تكن ساخطا لم أكن ... أذمّ الزمان وأشكو الخطوبا

أيصبح ودّى في ساحتي ... ك طرقا «١» ومرعاى محلا جديبا

وما كان سخطك إلا الفراق ... أفاض الدموع وأشجى القلوبا

ولو كنت أعرف ذنبا لما كا ... ن خالجنى الشك في أن أتوبا

سأصبر حتى ألاقى رضاك ... إما بعيدا وإما قريبا

أراقب رأيك حتى يصحّ ... وأنظر عطفك حتى يثوبا

وقوله

عذيرى من الأيّام رنّقن مشربى ... ولقّيننى نحسا من الطير أشأما

وأكسبننى سخط امرىء بتّ موهنا ... أرى سخطه ليلا مع الصبح مظلما

تبلّج عن بعض الرضى، وانطوى على ... بقية عتب شارفت أن تصرّما

اذا قلت يوما: قد تجاوز حدّها ... تلبّث في أعقابها وتلوّها

وأصيد إن نازعته الطرف رده ... قليلا، وإن راجعته القول جمجما