لئن كنت قد بلّغت عنى جناية ... لمبلغك الواشى أغشّ وأكذب
ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث! أىّ الرجال المهذب؟
فأن أك مظلوما، فعبد ظلمته ... وإن تك ذا عتبى، فمثلك يعتب
يقول: مثلك يعفو ويحسن وإن كان عاتبا، وفي كرمك ما يفعل ذلك، ولك العتبى والرجوع الى ما تحبّ، ومنه قوله أيضا للنعمان
أتانى أبيت اللّعن! أنك لمتنى ... وتلك التى تستكّ منها المسامع
مقالة أن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
فبتّ كأنّى ساورتنى ضئيلة ... من الرّقش في أنيابها السمّ ناقع
لكلّفتنى ذنب امرىء وتركنه ... كذى العرّ يكوى غيره وهو راتع
الى أن قال
فإن كنت لا ذو الضّغن عنى مكذّب ... ولا حلفى على البراءة نافع
ولا أنا مأمون بشىء أقوله ... وأنت بأمر لا محالة وقع
فإنك كالليل الذى هو مدركى ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك وسع
وقال أيضا
أنبئت أن أبا قابوس أوعدنى ... ولا قرار على زار من الأسد
مهلا، فداء لك الأقواء كلّهم، ... وما أثمّر من مال ومن ولد
لا تقذفنّى بركن لا كفاء به ... وإن تأثّفك «١» الأعداء بالرّفد
ما قلت من سيىء ممّا أتيت به ... اذا فلا رفعت سوطى الى يدى
قال: فخلع عليه النعمان خلع لرضى، وكنّ حبرات خضرا مطّرقّة بالجوهر.