فأخذوهم وأتوا بهم إلى عبيد الله، فأمر بضرب اليسع بالسياط، فضرب وطيف به فى بلاد سجلماسة؛ ثم أمر بقتله فقتل هو وكلّ من هرب معه من أهل بيته وغيرهم. وأمّن الناس بعد ذلك وسكّنهم، واستعمل عليهم عاملا، وأتته القبائل من كلّ ناحية فأكرمهم، ووعدهم بكل جميل.
وأقام بسجلماسة أربعين يوما، ثم سار يريد إفريقية. فلما حازى بلاد كتامة مال إليها، ووصل إلى إيكجان، وأمر بإحضار الأموال التى كانت مع الشيعىّ والشيوخ، فأحضرها وشدّها أحمالا وقدم بها. وكان وصوله إلى رقّادة فى يوم الخميس لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين.
وفى هذه السنة زال ملك بنى الأغلب وكان له بإفريقية مائة سنة واثنتا عشرة سنة. وزال بزواله ملك بنى مدرار وكان له بسجلماسة وما حولها مائة سنة وستون سنة. وزال ملك بنى رستم من تاهرت «١» وما حولها، وله مائة سنة وثلاثون سنة «٢» .
قال: ولما قارب عبيد الله القيروان تلقّاه شيوخها ومشوا بين يديه، فجزاهم خيرا ونزل عبيد الله بقصر من القصور برقّادة، وأنزل العساكر بدورها ودعى له بالخلافة فى يوم الجمعة لتسع بقين من شهر ربيع الآخر من السّنة برقّادة والقيروان والقصر القديم «٣» وأنفذ رسله ردعاته وأتته وفود البلدان.