ورجعوا عما سألوه من الأمان. وبلغ الشّريف ومن معه انتقاض الإخشيديّة والكافوريّة، وعزمهم على القتال، فكتموه عن القائد جوهر خوفا أن يعتقلهم، وبادروا [٤٠] بالعود وساروا. فبلغ القائد ذلك بعد رحيلهم، فردّهم، وقال: قد بلغنى أنّ القوم قد نقضوا ورجعوا، فردّوا علىّ خطّى فرفقوا به وداروه، وقالوا: إذا يظفرك الله وينصرك. فقال للقاضى:
ما تقول فيمن أراد [أن]«١» يشقّ مدينة مصر فيجعلها طريقا لجهاد المشركين والحجّ إلى بيت الله الحرام؟ فمنعوه، من الجواز له أن يقابلهم. فقال: نعم، اكتب خطّك بذلك «٢» .
ثم سار الشريف ومن معه إلى مصر فوصلوها لسبع خلون من شعبان، فركب الوزير والنّاس إليهم، واجتمع الإخشيديّة والكافوريّة وغيرهم، فقرأ عليهم السّجل الذى كتبه القائد، وأوصل إلى كلّ واحد جواب كتابه بما أراد من الأمان والولاية والإقطاع. فلما قرءوا الكتب خاطبوا الشّريف بخطاب طويل؛ فقال نحرير ما بيننا وبينه إلّا السيف فقدّموا عليهم نحرير سويران، وعبأوا عساكرهم، وعدوّا إلى الجيزة والجزيرة، وحفظوا الجسور.
ووصل جوهر، وابتدأ القتال بينهم فى حادى عشر شعبان. ثمّ مضى القائد جوهر بعد ذلك إلى منية الصّيادين «٣» ، وأخذ المخاضة بمنية شلقان واستأمن إليه جماعة من أهل مصر وغلمانهم فى مراكب، ووقع القتال،