وكاد القرمطى يأخذ القاهرة، ثمّ رجع عنها بغير سبب عليم «١» ، وكبس الفرما، ثم قاطع أهلها على مال فحملوه إليه، وأخذ عاملها عبد الله بن يوسف، وقيل إنّه كان معه خمسة عشر ألف بغل تحمل صناديق الأموال وأوانى الذهب والفضّة والسّلاح، سوى ما تحمل المضارب والخيام والأثقال «٢» .
وفى سنة ستّين وثلاثمائة أيضا بنى جوهر سورا على القصور التى بناها فى سنة ثمان وخمسين وجعلها بلدا وسماها المنصورية، ولما استقرّ المعزّ سمّاها القاهرة.
وفى سنة إحدى وستّين وستمائة، فى المحرّم، كبس ياروق الفرما وأخرج منها ابن العمر القرمطىّ، وأرسل إلى مصر رؤوسا وأعلاما وغير ذلك. وفى هذا الشّهر عصى أهل تنيس وغيّروا الدّعوة، ودعوا للمطيع والقرامطة، وحاربوا ياروق. وفى صفر وصل ياروق منهزما من القرامطة وهم فى إثره، وأقبلت عساكر القرامطة حتى بلغوا عين شمس واستعدّ القائد [جوهر]«٣» للقائهم، وأغلق الأبواب التى بناها.
وفى مستهلّ ربيع الأول جاءت مقدّمة القرامطة ووقفوا على الخندق،